النشأة والتطور
منذ
الوجود والإنسان يبحث عن طرق وأساليب يمكن من خلالها حل المعضلات التي تواجهه في
درب سيرته الحياتية، خاصة عن طريق المعارف والمدركات العقلية، ويصفة أساسية العلم،
بحيث أنه سجلت بعض الأفكار المتناثرة من الحضارات القديمة كملامح منهجية خاصة ما
خلفته الحضارة الإغريقية، اليونانية من فكر فلسفي في القرن الثالث ق.م بحث أن هذه
الأفكار لم تصل لترتفع لمستوى ملامح لبلورة منهج علمي متميز، حتى جاءت الحضارة
الإسلامية، حيث الكتب العلماء المسلمون على فكر السابقين، فكانت الدور الترجمة
والتجديد والإضافة والنقد والتأليف وإرساء مناهج راسخة ومحددة وواضحة في شتى
المعارف الإنسانية ولمختلف التخصصات، واكبها إيداع نظري ومصطلحات وأدوات بحثية
تتلاءم مع المناهج وتنوعها
حيث
أنه ظهرت مناهج علمية مبدعة وأدوات التحليل الأكثر ملائمة في ملايين الكتب
والمخطوطات العربية والإسلامية، والتي تدفقت بغزارة منذ منتصف القرن السابع
الميلادي، حتى منتصف القرن الخامس عشر حيث وثق العلماء المسلمون على البحث العلمي،
خاصة ابن سينا والفارابي، وابن باجة وابن طفيل، وأبو الوليد بن بشر وابن حبان وابن
خلدون وغيرهم من آلاف العلماء والمفكرين العرب المسلمين
وجاءت
النهضة الأوروبية لتضيف قيمة إلى المناهج فكان أول كاتب كتب عن المناهج العلمية
(فرانسيس بيكون ( 1620 ) بعد قرابة ألف سنة
عن
بدء فكرة عطاء الحضارة العربية، حيث كتب بيكون كتاب في قواعد المنهج تبعه المفكر
ديكارت سنة 1627 وركز كلاهما "بيكون وديكارت" على المنهج الاستدلالي،
باعمال العقل ومدركاته في البحث عن الحقيقة في العلوم الاجتماعية، ثم كتب جون لوك
كتابه في المناهج سنة 1690 ثم توالت الكتب والبحوث في هذا الميدان، وأفرزت تعدد
وتنوع المناهج
تعدد وتغاير المناهج العلمية
رسوخ
تطور العلوم واستقلاليتها وتخصصتها المتعة والمتنوعة بعد تنوع و تعدد وتغاير
المناهج في العلوم، إلى درجة ارتبطت محددا بعض العلوم بمناهج متخصصة وأدوات بحثية
مصاحبة، وبرزت في أروبا مفاهيم ومصطلحات تؤكد لها الدلالات، خاصة في ميدان العلوم
الاجتماعية مثل مصطلح Methodology وخاصة المنهجية التي تقود للتعريف بموضوع يتناول ظاهرة محددة، وبرز
مصطلح
Epstinuology ويعني
المعرفة الخاصة بقدرة الإنسان التحليلية المعالجة ظاهرة بعينها وفق تعدد وتنوع
مصادرها المعرفية ومدى ملاءمتها مع الواقع، وهذا بدوره يقود للعلم بالقوانين
الحاكمة العلاقات الظواهر محل البحث
وبدأ
كل علم يواكبه منهجه وأدواته خاصة بعد انسلاخ العلوم عن الفلسفة والتي كان يطلق
عليها أم العلوم، حتى أواخر القرن الثامن عشر، عندما بدأ التخصصات لمختلف العلوم
وتفريعاتها بتفرد وتمييز في إطار إعمال العقل للوصول إلى حقائق عليمة متماثلة
ومتقاربة تعالج موضوع بعينه لظواهر محددة

إرسال تعليق